المجزوءة الثالثة : السياسة
المفهوم الأول : الدولة
المجزوءة الثالثة : السياسة
المفهوم الأول : الدولة
المحور الأول : مشروعية الدولة و غاياتها
المجزوءة الثالثة : السياسة
المفهوم الأول : الدولة
المحور الثاني : طبيعة السلطة السياسية
الإطار الإشكالي:
للمحور إن مفهوم الطبيعة يدل على علة باطنية محركة للشيء، كما يشير إلى خاصية جوهرية تميز الشيء عن غيره. ولهذا فالتساؤل عن طبيعة السلطة السياسية يفترض التساؤل عن خصائصها وآلياتها وما يميز ممارستها داخل المجتمع. فتباين المواقف الفلسفية حول مشروعية الدولة تتمخض منه إشكالات عدة حول طبيعة السلطة السياسية. فهل يمكن حصر السلطة السياسية في أجهزة الدولة أم أن السلطة قدرة مشتتة في كل المجتمع؟ وهل هي متعالية عن المجال الذي تمارس فيه، أم أنها محايثة له؟
1- مونتسكيو : ضرورة فصل السلط و استقلالها .
إن كل دولة كيفما كانت حسب مونتسكيو تمارس سلطتها من خلال ثلاثة أنواع من المؤسسات( السلط) وهي : السلطة التشريعية ، والسلطة التنفيذية ، والسلطة القضائية . الأولى مهمتها سن وتشريع القوانين ، أما الثانية فمهمتها إعلان الحرب أو السلم ، واستتباب الأمن ، واستقبال وإرسال السفراء، أما السلطة الثالثة فمهمتها إصدار الأحكام على مرتكبي الجرائم ، والفصل بين نزاعات الأفراد. وفي هذا الصدد يؤكد مونتسكيو على أهمية وضرورة فصل السلط لكي تكون ممارسة السلطة السياسية من طرف الدولة ديمقراطيا. أما إذا اجتمع هذه السلط الثلاث في يد رجل واحد أو هيئة واحدة فإن ممارسة السلطة السياسية ستكون استبدادية ديكتاتورية، وبهذا فإن كل شيء سيعرض للضياع حسب تعبير مونتسكيو أي ستضيع الحقوق الطبيعية والمدنية للأفراد( الحق في الحرية ، الحق في الحياة ،الحق في التعليم ، الحق في الصحة ..).
2 – لوي ألتوسير : الأجهزة الإيديولوجية والأجهزة القمعية للدولة .
تمارس الدولة سلطتها من خلال نوعين من الأجهزة : منها ما هو رسمي تشرف عليه الدولة بشكل مباشر وهي الأجهزة القمعية للدولة تكون عبارة عن مؤسسات قمعية عنيفة ، تستخدم القمع والعنف بأشكاله المختلفة وتتشكل من (الحكومة، الشرطة، المحاكم، السجون، الجيش). ومنها ما هو غير رسمي ينتمي إلى المجال الخاص وهي الأجهزة الإيديولوجية التابعة للدولة وهي عبارة عن مجموعة من المؤسسات المتخصصة، (الجهاز الديني، العائلي، المدرسي، القانوني، السياسي، النقابي، الإعلامي...).
خلاصة تركيبية :
عموما يمكن القول أن طبيعة السلطة السياسية التي تمارسها الدولة قد تكون ديمقراطية عندما نسعى إلى الفصل بين السلط واحترام تخصصات كل سلطة. وقد تكون ديكتاتورية عندما تتجمع هذه السلط فيما بينها في يد رجل واحد أو هيئة واحدة. وقد تكون ذات طابع إيديولوجي وقمعي في نفس الوقت.
المجزوءة الثالثة : السياسة
المفهوم الأول : الدولة
المحور الثالث : الدولة بين الحق و العنف
الإطار الإشكالي للمحور:
من المألوف أن ننظر إلى الدولة التي تستند إلى القانون في ممارسة سلطتها على المواطنين على أنها تمثل "دولة الحق"، وأن نعتبر- في المقابل- كل دولة تلجأ إلى القوة وتمارس العنف بمثابة دولة استبدادية تلغي أو تغيب القانون في علاقتها بالمواطنين. غير أن استقراء الواقع أو استنطاق التاريخ، يكشف عن تداخل معقد بين الحق والعنف في تشكيل ماهية الدولة بصورة تبعث على التفكير في ما إذا كان العنف لصيقا بالدولة ومدى ارتباطه أو انفصاله عن الحق.
فعندما نتحدث عن الدولة بين الحق والعنف، فإننا نثير بالضرورة إشكالية العلاقة بين الدولة كأجهزة ومؤسسات منظمة للمجتمع، وبين الأفراد الخاضعين لقوانينها. فإذا انبنت هذه العلاقة على احترام المبادئ الأخلاقية المتعارف عليها والقوانين المتعاقد عليها، فإن ممارسة الدولة تكون في هذه الحالة ممارسة مشروعة تجعلنا نتحدث عن دولة الحق. أما إذا كانت هذه العلاقة مبنية على أسس غير أخلاقية وغير قانونية، فإنها ستكون مؤسسة على القوة والعنف وهاضمة للحقوق والحريات الفردية والجماعية. إذن على أساس تنبني الدولة؟ وهل تمارس سلطتها بالقوة أم بالقانون،الحق أم بالعنف؟
1 – الدولة والعنف المشروع:
موقف ماكس فيبر:
يعتبر العنف ركيزة أساسية من ركائز الدولة، لا لشيء إلا لأنه الأداة الوحيدة القادرة على حماية الدولة وحفظها من كافة الأخطار المهددة لها. من هنا يمكن القول بأن الدولة ليست مخيرة في الاعتماد على العنف أو عدم الاعتماد عليه، وإنما هي مجبرة على ذلك، لأنه بواسطته تستطيع فرض سلطتها وقراراتها على أتباعها. إ
إن ما يميز الدولة هو ممارستها للسلطة عن طريق العنف المشروع. أي أن هذا العنف الذي تمارسه يكتسب طابع المشروعية، وعلى هذا الأساس يمكن تعريف الدولة عنده. فكل دولة "تنبني على القوة" كما قال تروتسكي. فالقوة هي التي تضمن استمرار الدولة، وهي الأداة الأنجع لتسيير شؤون المجتمع.
2 – دولة الحق والقانون:
موقف جاكلين روس:
ترى جاكلين روسأن دولة الحق هي واقع معيش، وليست مدينة فاضلة، وهي ممارسة معقلنة لسلطة الدولة، وتسعى إلى تحقيق وبلورة الحريات العامة. لأن الدولة توجد لخدمة الفرد وليس العكس. فالدولة إذن "تحتل مرتبة بعد الإنسان لما أصبح يمثله من معيار أسمى.لكن ما هي دولة الحق؟
إنها دولة فيها حق وفيها قانون يخضعان معا إلى مبدأ احترام الشخص. وهي صيغة قانونية تضمن الحريات الفردية وتتمسك بالكرامة الإنسانية وذلك ضد كل أنواع والقوة والتخويف، ونبذ كل أنواع الإرهاب والعنف. إن سلطة دولة الحق تتخذ ملامح ثلاثة : " القانون، الحق، وفصل السلط " ، وهي جميعها تضمن احترام الشخص وتسهر على تأسيس هذا الاحترام. فلا يمكن أن يوجد حق دون قانون عادل وصريح. كما أن إحقاق الحق مستحيل دون فصل السلط خاصة تلك التي أشار إليها مونتسكيو في كتابه "روح القوانين" [السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية، السلطة القضائية].
خلاصة تركيبية:
إرسال تعليق